السبت، 30 يونيو 2012

حوار في: الصراع الطبقي عند كارل ماركس



الصراع الطبقي – اللادينيين العرب :

ماستركي :

مساء الخير،

يتحفنا المتأسلمين بنفس الأفكار السطحية دائما حين يحاولون فهم الإديولجيات السياسية المعاصرة ويعلقون عليها بتعليقات لا تمس إلا ما يهمهم من قربها أو بعدها عن أديولوجيتهم الدينية لفكر حوانيت الدجل لما قبل الصناعة بل لما قبل القرون الوسطى وعصور الظلام، الى عصور الخرافة والجهل والدجل المسماة بالأديان السماوية. ولا أدري ولا هم أي سماء يعنون.

هكذا وبمقالة من بضع مقاطع تم سحق ماركس ’’اليهودي‘‘، ومعه كل الصراع والنتاج الفكري الإنساني الذي إشترك فيه مئات الملايين من البشر والذي إستمر ويستمر من أيام الثورة الصناعية من علوم إجتماعية وسياسية وفلسفية. تراكم فكري إنساني لأكثر من مئة وخمسين سنة من أكثر سنين الإنسانية إنتاجا وتتطورا.
هكذا لأنهم لا يعرفون عن ماذا يتحدثون أصلا كونهم لا يعرفون عن الثورة الصناعية ولا على ما تلاها من تغير فعلي في الحياة الإجتماعية لمجتمعات لا يعرفون عنها ولا شيئا غير روايات حدثنا فلان عن علان... فهم ينتمون في غالبيتهم لمجتمعات بدوية لحد اليوم توقف عندها الزمن على العبادة والعبودية وتفاصيلها اللا إنسانية. إستبدلوا الخيم بالبيوت والجمل بالجي أم سي والمواويل بمقالات تنقد الماركسية ’’اليهودية‘‘ ويا ليلي ويا عين.

لو عندي الوقت لنقد الترهات الموجودة هنا حرفا حرفا، هل سيكون لدي المزاج لكتابتها؟!


الرد:
المشقة على قدر الاستطاعة ..

طبعا لن يكون لديك الوقت ما دامت هذه المقدمة تنافس مقدمة ابن خلدون في الطول ! وتختلف عنها في العلمية .. انت يا عزيزي تخطب خطبة الحادية ملقنة ، ها انت ذا كتبت بهذا الطول ، وصار لك مزاجا ، الم يكن من الاحرى بدلا من نثر العواطف الالحادية ان ترد بمنطق وعقلانية ؟ ام انك تركت ما لا تستطيع الى ما تعودت اليه وتستطيعه من نظم الخطب الحماسية في تمجيد ما لا يستحق التمجيد من افكار مستهلكة ولا تستطيع ان تقف على قدميها بدون دعم و زخم ؟

انا اناقش الافكار كما ولدتها امهاتها ، وانت لا تستطيع ان ترى الافكار الا من خلال ارديتها الحضارية ! بعبارة اخرى : انت تستطيع ان ترى جسم الطائرة لكنك لا تستطيع رؤية فكرة الطائرة .. تستطيع ان ترى عدد الدول التي اشتركت في الماركسية والصراعات التي حدثت والشخصيات المشهورة والرنانة ، ولكنك لا تنظر الى الفكرة الماركسية مجردة من قشورها وتراكماتها .. ولو حاولت ذلك لاستطعت ..

هذا التجريد الفكري هو ما نحتاجه . إفترض ان فكرة خاطئة يتبناها ملوكا واباطرة واثرياء و راسماليين ، هل هذا يعني ان الفكرة تغيرت و اصبحت قوية ؟؟ الفكرة هي هي ، سواء تبناها فرد او مئات الملايين ، وسواء كانوا اقوياء او ضعفاء ، فالافكار عالم مستقل عن عالم المادة ، عند العقلاء لا تؤثر المادة في الفكرة . وعند من لا يرى الا المادة ، فالافكار تقيـّم حسب قوة متبنيها الاقتصادية والمادية ، وحسب الاعلام المصاحب لها .

تريد ان تهوّل من عظمة ماركس وفكره ، فتأتي بتعديد الاحداث والكتب والنقاشات التي دارت حوله .. لماذا لا تعظم الفكرة من داخلها وليس من خارجها ؟ حاول هذه الطريقة ، ستجد انك تستطيع ان تفكر في اي شيء بدون خوف او تردد .. ها انذا ادعوك الى حرية الفكر وزالة التقديس عن اي شخصية وأي فكرة .

اذا من الذي يحترم العقل وحرية التفكير اكثر ؟ انا انتقد ماركس بكل موضوعية وهدوء ، وهذا يبدو انه يزعجك ، لانك تحمل بداخلك تقديسا لا يجعلك تستطيع ان تفكر بحرية ..

عموما المشكلة مشكلتك وليست مشكلتي .. تعال وناقش الاسلام من خلال افكاره ، ولن تجدني اقمعك ، ولن أقول لك : كيف تجرؤ ! بل التفكير هو المطلوب ، حتى يؤمن الانسان على بصيرة وليس على تقليد لا يستطيع ان يتبصر .

كثيرون يرفضون تقديس الاديان ، ولكنهم يقعون في تقديس الغرب ! اي من تقديس غير واعي  الى تقديس غير واعي، ويا ليل يا عين على الانجاز الفكري النقلي بكل امانة !! ولو انهم عرفوا دينهم بشكل واعي لما اضطروا الى تقديس غير واعي من نوع آخر ..

وشكرا لمداخلتك وبانتظار نقد غير خطابي ان امكن .. فقد شبعنا من خطب الملحدين غير العصماء .. ولكن ديانتهم تفرض عليهم ذلك الا البعض ممن يحترمون التفكير ، واتمنى ان تكون منهم . وتعرض ارائك بهدوء وعقلانية ..
-----------------------------------------------------------------------------------------------------

ياسين :

الزميل الوراق :
أولاً شكراً على هذا المقال الذي فندت فيه الماركسية.
ثانياً : لدي فقط سؤالين
الأول أنت قلت

كتب الوراق:
ثم أثنى على مرونتها وديناميكيتها في الوقت نفسه الذي ينتقد فيه القادة الماركسيين والشيوعيين والدعاة لهذا الفكر في هذا الزمن (بقاياهم) بأنهم ما زالوا يرددون شعارات قديمة ، فأين هي الديناميكية والتكيف مع الأوضاع الجديدة التي نسبها للفكر الماركسي؟ في حين ينتقد عدم وجودها


إذا أخذت معيارك السابق و نظرنا للاسلام كدين ودولة, ألا يمكن أن نقول أن الاسلام و الفكر الاسلامي تهاوى و أكل الزمن عليه و شرب, و أن القادة الاسلاميين هم من خارج هذا العصر. و الدولة الاسلامية سقطت منذ زمن طويل
. طبعاً إذا أخذنا بعين الاعتبار ان ليس كل ما يقوله المسلمون هو جزء من الفكر الاسلامي فيبقى الفكر الاسلامي الذي يتبناه أقلية متهاوية بسبب طروحاتها الغير معقولة و المتناقضة مع روح العصر؟؟؟؟؟ ..!

الرد:
المقارنة غير دقيقة بين الماركسية والاسلام .. ليست القيادات الاسلامية حتى عبر التاريخ كلها تحمل هم الاسلام حقيقة ، او تنظر اليه كغاية ، انما هو وسيلة .. بدليل الفاقد الكبير في التطبيق للاطروحة ، مما يعني انها ليست هي الهدف . وعموما ليس مهما عندي قضية النجاح الذي يقدمه التطبيق ، لكني حاولت ان ابين التناقض عندما قال ان الماركسية ديناميكية ولكن القادة غير ديناميكيين ..

الماركسية فكرة اساسها الاقتصاد ، بل هو هدفها ، والماركسي بالتالي يتبناها لذاتها . بعبارة اخرى : لا تصلح ان تكون مجرد شعار ، ام الاسلام يصلح لان يكون شعار ، لان الاسلام يشمل كل شيء و ليس فقط الاقتصاد والسياسة . حيث يشمل الجوانب الاخلاقية والنفسية والروحانية والتعبدية ، اما الماركسية فهي نطاق ضيق . وفكرها ضيق ايضا ، فاين مكان الديناميكية في الفكر نفسه و دعنا من واقع القيادات ؟

يمكن ان يستعمل الاسلام كشعار من الفضائل لاخفاء مآرب مصلحية مادية ، اما الشيوعية فهي نفسها مآرب مصلحية مادية ! اذا لو جعلت شعارا فماذا ستـُخفي ؟ هي جاءت من الآخـِر وانكرت الاخلاق والاديان والفضيلة برمتها ، وابقت المصالح المادية النفعية وفسرت كل شيء من خلالها ، والواقع اثبت عدم ديناميكيتها ، مثلما اثبت عدم ديناميكية اختها الراسمالية . و إن طول الوقت كفيل ببيان عيوب الفكرين ، فالراسمالية تؤدي مع الوقت لتجمع راس المال في يد 1%  ، وبالتالي تجمع القرار والاعلام والتاثير في هؤلاء الـ1% ، وافقار البقية وتهميشهم ، فيحدث الخلل ، والشيوعية تؤدي الى الكسل وغياب الدافعية والقمع واستئثار طبقة البروليتاريا بالسلطة والنفوذ ، و تهميش القدرات الفردية وتحويل الانسان الى مجرد ترس في آلة . و كلا الوضعين ينتج انهيارا للمجتمع ، وكما انهار المجتمع الشيوعي بسرعة غير محسوبة ، كذلك سوف ينهار المجتمع الراسمالي ، وبنفس الطريقة ، وقد بدت العلامات . وما المظاهرات في 1500 مدينة راسمالية الا بداية ذلك الانهيار كما اعلن المتظاهرون و كرروا انها مجرد البداية ، والذي سيؤدي الى انهيار الثقافة الغربية برمتها ، لأن كل ما اسس على خطأ فسوف يذهب الى ذلك الخطأ برمته .   

ياسين :السؤال الثاني:أنت قلت 
كتب الوراق:
العمال ليسوا الآت تعمل فقط ، بل هم بشر لهم انتماءاتهم وقضاياهم الأخرى والتي أثمن عندهم حتى من العمل ومشاكل الوظيفه


ما هو الأمر الأهم من العمل ؟؟ هل هو شجاره مع زوجته و أهلها, أم صراعه مع جيرانه بسبب ضجيج أبنائهم. و ربما صراعه مع ابنائه على مشاهدة الأخبار أو توم و جيري.
ما هو الأهم من العمل مصدر الرزق, و المستنفذ الأقوى لطاقة الانسان.
أليس العمل هو ما يؤمن قوت الفرد و أسرته, و هو الذي يقدم للشخص مكانته الاجتماعية.
طبعاً لا أنا و لا ماركس ينظر لمسألة البطالة المقنعة الموجودة في دوائرنا الحكومية حيث يستلم الموظف راتب شهري و لا يقدم اي جهد حقيقي في المقابل. بل الحديث عن العمل الحقيقي الذي يبذل الشخص فيه مجهود حقيقي (فكري أو عضلي) و هذا النوع من العمل يستنفذ طاقة هائلة من الشخص و يضع عليه ضغوط هائلة, و يسرق منه الوقت حتى لا يعود هناك مسألة أهم من العمل و تحصيل الدخل و الرزق.

أرجو منك الاجابة على أسئلتي بشكل مباشر
تحياتي

الرد:
هناك من ضحوا بحياتهم من اجل مبادئ وليس فقط بعملهم ، الم يتخلى ادوارد الثامن عن الملك مقابل حبه لاحدى الراقصات ؟ اظن ان وظيفة الملك وظيفة مهمة اكثر من غيرها من الوظائف التي تتحدث عنها !!


وهؤلاء الناس الذين يخرجون للمظاهرت والثورات ، الا يعرفون ان عملهم سوف يتاثر ؟

الكرامة يا عزيزي اثمن من كل شيء ،

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق