الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-4)


 شاكي:ماذا لو كان الخالق يريد أن يختبرنا بعكس ما تظن ؟ ماذا لو سألك لماذا تستسلم لهذه الخرافات ؟ لماذا تعارض كل دليل علمي مادي ؟ أين عقلك ؟

الرد:
سأقول له : كان عقلي معي ولم يتعارض ابدا مع إيماني ، بل هو من روافد إيماني . إحساسي المبهم الذي وضعتَه في داخلي أشعرني بجمال هذا الإيمان واشعرني بالاشمئزاز من الكفر . اخلاقي التي غرستََ جذورها في داخلي قالت لي بوجوب الشكر للمُنعِم .. الحب الذي في داخلي يريد ان يبحث عمن يستحقه, و كلها أمور لم أخلقها أنا ، بل خلقتَها أنت, فإذا كفرتُ بالنعمة واعتصمت بالمادة التي لا أعرفها وانكرت احساسي الذي اعرفه ، واكتفيت باللذة والمتعة والحياة البهيمية ، أكون خالفت كل شيء جميل مزروع وضعه الله في داخلي.

أنا لم اخلق أحاسيسي ولا أتحكم بها . الله الذي وضعها في داخلنا وهي التي قادتنا إلى الله وإلى الفضيلة وإلى الحب وإلى العدالة, بل هذا الإحساس المبهم هو الذي أنتج عقولنا, وهو الذي انتج الإبداع وليست العقلانية الجافة المقيتة التي لا تعرف غير المطالبة بالدليل المادي وإلا لن تتحرك , وهي لا تقدم أي دليل على ادعاءاتها.

المطالبة بالدليل المادي تـُخرج الإنسان عن بقية مقوماته التي يـَعرف بها, فنحن لا نعرف بالعقل المجرد فقط ,عندنا شعور اقوى من العقل المجرد هو الذي أقام الحضارة و ليس العقل المجرد. نحن لا نستطيع ان نعيش بالعقل المجرد وحده وانت تعرف هذا جيدا . انت تعيش بالثقة وليس بالتأكد القطعي الثبوت ذو الادلة الكاملة ، فلا تخالف طبيعتك, وما الثقة إلا إيمان,

الإيمان هو الذي صنع العبقرية .. لو لم يؤمن المفكر أو العالم أو المخترع لم يفعل شيئا ، لأنه سيكون تحت رحمة العقل المجرد, الإيمان هو الذي صنع العظماء والشجعان والكرام, فعلوا امورا لم يقم الدليل القطعي ليأكدها ، ولهذا تميزوا, أما أبو المادة فيقعد مع المادة, و يفقد شعوره الأنساني تدريجيا ويتحول الى التخشب والمادية .

هو يتصور انه عرف المادة, حتى المادة قائمة على الميتافيزيقا !! فأين المفر؟! حتى العقل نفسه ما هو؟ إنه ميتافيزيقا! صفات المادة (أو قوانينها) ماهي؟ إنها غيبيات, فاين المفر!

الإنسان أكبر من أن يُحصَر بالتصرف بموجب العقل المجرد, و كأنه في محكمة, ببطء و غباء المحكمة يكون وضعي لو اكتفيت بالعقل المجرد! باختصار سأقول له : رأيت حال من لم يقبلوا بالإيمان فلم تعجبني . اقول له : آمنتُ بسبب الحب والجمال والعقل و التجربة والتفكير والفلسفة والعلم والمنطق , و أظن هذا كافيا ليصفح عني , فأنا مجرد إنسان يمشي بموجب ما في داخله و لم يخالف فطرته . سبب إيمانه هو التناسق بين العقل والشعور والجسد, والفكرة والنتيجة. رأيت فكرتهم فأفزعتني نتيجتها, وأنا أخترت الأفضل والأجمل بين الأضداد على غير علم كامل, لأنه لا يوجد علم كامل.     


شاكي:
اسئلتك الاجابة عليها لا تعني وجود كائن خارق ينظر إلي مؤخرتنا ، فمن يرفعها كل يوم ، يدخل الجنة ، ومن لا يرفعها سيحرقة في الجحيم ، لا يعني ان هناك كائن خارق ، يأمر باطلاق شعر اللحية ، ويقصر الجلباب ، بل يلعن من تخفف شعر حواجبها ، هذا شيئ خيف مقزز عزيزي أبعد ما يكون عن الصواب ، ما أمتع أن تسأل الاسئلة بذكاء ، عوضاُ عن الاجابة عنها ببلاهة !

أجبها إذن أنت, لماذا لم تجب عليها؟ أو اسأل أنت! أنت لا تسال عن أي شيء ولا يهمك أي شيء, سوى أن تعيش, الحاضر هو كل شيء عندك, فمن اين تأتي الاسئلة ؟ أما أنا فلا يكفيني أن أعيش و آكل مثل الحيوان وأستمتع بلحظتي, عقلي الغبي يزعجني بالأسئلة, و عقلك الذكي مرتاح إلى أبعد درجات الراحة, ومشغول بلحظته و ينتظر العلم !
شاكي:
الورّاق كتب:
انهم حتى صاروا يتصورون انهم بلا ضعف ولا حاجة ، انهم الهة لم تتوج بعد .. وما زالوا يفتخرون بهذا العلم .. كانوا في القرن الثامن عشر يفتخرون بنفس الفخر ، و القرن التاسع عشر كذلك ، رغم الاختلاف الكبير في تطور العلم ، ولكن الفخر لم يختلف ، والآن يفتخرون بنفس الفخر .. و كانوا يقولون في التاسع عشر : انتظروا – ولو 30 سنة – فسيخبركم العلم عن كل شيء بلا استثناء !

اوهام و وعود ، (يعدهم الشيطان ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا) .. وهم يعرفون ان العلم لا يستطيع ان يخبر عن كل شيء ، لانه مادي مرتبط بقوانين المادة الغير معروفة اصلا . و ما علمنا الا علم المجهول ، وليس علم المعلوم ، و لك ان تتكلم كما تشاء ..

المشكلة أنك تفترض وحود شيئ غير مادي ، لا تستطيع ان تثبته أو توصفه أو لديك دليل عليه ،ومع ذلك تعارض من يمتلك الدليل علي نفي ما لديك ، بناءاُ علي توهم ، وكلام إنشائي ، ومغالطات ،

الرد:
أولا : انت لا تملك دليل النفي ، وهذه مغالطة كبيرة تقدمها لنا بكل سهولة . الملحد لا يملك اي دليل نفي ، و من يقول بذلك فهو للدعاية و الاعلام ليس الا.

ثانيا : انت تطلب دليل مادي على وجود الله ، لتقدمه الى عقلك الغير مادي !

عزيزي : العقل ، الانسان ، الاخلاق ، المشاعر ، الله ، كلها ذات حكم واحد ، إما ان تنفيها مجتمعة لافتقارها للدليل المادي ، او ان تقبلها مجتمعة بعد سقوط اهلية الدليل المادي ، لان العقل الذي سيعالج الدليل هو غير مادي .

وهكذا يسقط طلب الدليل المادي و يكون ترديده مجرد عبث ، سيقال لك بكل سهولة : اثبت مادية العقل حتى نقدم لك دليلا على وجود الله والمشاعر والفضيلة والاخلاق والعقل ، لانها كلها لا تثبت بالدليل المادي . 

اذن نحن بانتظار اثبات مادية العقل حتى نقدم لك الدليل المادي على وجود الله ، لان الدليل سيـُقدم له .. و ما يؤكد كلامي هو ان هذه الامور الخمسة تسقط مع بعضها او تبقى مع بعضها ، فالمادية التي اسقطت وجود الله ، اسقطت معها وجود الانسان ، واسقطت معه وجود العقل ، و اكتفت بالعلم بطريقة متناقضة و سطحية جدا ، لان العلم هو العقل .. مما يثبت صحة كلامي بأن هذه الامور الخمسة غير مادية ، و من يتحول الى المادية سوف يسقطها بالحتمية .

الفلسفة المادية اسقطت وجود الاخلاق و اعتبرتها وسيلة مصالح مادية ليس الا ، كما اسقطت وجود الخير والشر على اعتبار انها لا تقر الا بوجود المادة وعلاقتنا بها وهي المصلحة ..

ارجو ان يكون هذا واضحا . التلويح بالدليل المادي يعني اسقاط كل شيء غير مادي ، و اولها الانسان و عقله ، و لا تبقى الا المادة فقط .

حتى نطبق كلامكم و طريقتكم العجيبة في الفلسفة ، يجب ان يزال الانسان نهائيا و لا يبق الا المادة والعلم المادي ! ترى من سيقيّمها حينئذ ؟ من سيحكم لمّا غابت غير الماديات ؟

و هكذا تقع الفلسفة المادية في اشكالية كبيرة ، فتكون مثل الحية التي تقتات من ذيلها ، و تـُحرق فكرها بفكرها . باعتماد الدليل المادي كحجة وحيدة ، هو بحد ذاته مُسقطٌ للعقل بعد ان اسقط الانسان .

لا احد يريد ان يخسر كل هذه الخسائر حتى يقتنع بما اقتنعتم به اقتناعا خارج عالم المنطق وعلى هامش العقل والانسان و مردود عليه بكل سهولة ..

وعلى هذا فكل دعاوي الملحدين تغرد خارج نطاق العقل . و مستعد لاثبات عدم عقلانية اي فكرة يطرحها الفكر المادي الملحد حتى لا اكونُ انشائيا ..

إن مسايرة الفكر المادي تعني الا نكون موجودين ، و نتحول الى حيوانات ، بل آلات ، ونحن و الحيوانات آلات ـ آلات بلا غاية ، مثلما تكلم داوكينز عن آلة الخفاش .

ان الفلسفة المادية لا تستحق ان تسمى فلسفة ؛ لانها متعثرة باثوابها . نحن نريد فلسفة للانسان ، و هم يقدمون فلسفة ما بعد ازالة الانسان ، هذا هو الفرق ، فلسفتهم صحيحة اذا ازلنا الانسان عن البشر ، و حينها لن تصح ايضا ؛ لانه لا يوجد عقل حتى يحكم . 
 شاكي:
فالعلم يتطور ، ويتطور ويتقدم ، وكلما تقدم وتطور ، كلما فضح خرافاتك التي تتحدث عنها ، فيعلم مافي الارحام ، ولا يمكن لاحد غيره أن يعلم ، الان نعلم ، يهب لمن يشاء الاناث والذكور ، الان نهب لانفسنا ما نريد ، يجعل من يشاءعقيم ، الان نجعل من هو عقيم ، ينجب !! ، المشكلة انه لايوجد شيطان إلا في عقولكم ، يمنعكم من تصديق الواقع ، والايمان بالجهل والخرافة !


الرد:
على هذا أنت متفائل ! ما دام العلم اخبرك بنوع الجنين ، انت متفائل ان يجعلك خالدا و يحول لك الارض جنة ، و يخلق لك ما تشاء بضغطة ريموت ! بل و يجعلك تسيطر على الكون والمجرات و على ما تشاء بعد ان عرفت كل شيء عن الكون وعن نفسك وعن انفس الاخرين و انكشفت الاسرار ، ويخلق لك اراض غير ارضنا تصلح لاستثمار الراسماليين . كل هذا سيقدمه لنا العلم !! هذا الاله المسكين !!

لا تتفاءل كثيرا يا سيدي ، و اهمس في اذنك : لقد بدأ العلم في مرحلة التوقف تدريجيا في تقدمه النوعي و ليس الكمي ، و لم يبق له الا ان يكمل ما انجزه من تصغير و تكبير و ربط و تطوير . هل تقارن انجازات العلم في القرن الواحد والعشرين بالقرن التاسع عشر و العشرين من حيث النوعية ؟ الحقيقة لا توجد مقارنة ..

اذن العلم لم يعد يتقدم كثيرا في المجال النوعي ، و إن كانت كلمة صادمة و غير مصدّقة ، فمثلك لا يصدق بها طبعا و هو في اوج تفاؤله الوثني بالخلود و النعيم بسبب العلم الراسمالي .

العلم المادي مربوط بحواسنا ، و ليس لنا قناة اخرى للعلم غير الحواس . و الحواس طوّرها العلم بمعينات كبّرت لها و قرّبت ، و قد قطع البشر اطول الشوط في هذا المجال . بعد هذا : من اين سياتي العلم ؟ الا ان كنت تؤمن بالمعجزات ! ماذا تتوقع بطريقة علمية و ليس عاطفية ان يخطو العلم بعد ان وصل الى الذرّة ؟ و دعنا من نظريات الخيال العلمي ..

العلم مرتبط بالمادة ، و المادة مرتبطة بحواسنا ، و آخر المادة ميتافيزيقا و كذلك قوانينها . اذن اين سيذهب العلم و باي اتجاه ؟ جدار الميتافيزيقا يلاحقهم (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ، اذكر فقط اتجاهات و مجالات تنتظر العلم ، غير الفانتازيا الالحادية ..

اين التفاؤل الذي صاحب اطلاق المسبار هابل ؟ ها قد فـُكك الان و لم ياتي الا بمجرد صور ، بعد عشرات السنين في الفضاء .. كانوا يتخيلون انه سيخبرنا عن سر الكون ، و عن حياة غير حياتنا .. ارجو ان توضح لي بطريقة علمية و ليست عاطفية . السيارة التي صنعت قبل 120 سنة هي الان نفس السيارة ، مع فوارق غير جوهرية .

اذن في الاخير سيقف العلم ولا يبق الا خرافات النظريات ، و التي رآها الناس كأعشاش العناكب على مدخل القرن الواحد و العشرين . مما يعني انه قرن انحسار العلم (من الناحية النوعية) ، و انتبه لهذه الكلمة .

لا تتوقع شيئا غير عادي سيقدمه العلم ، العلم استكشف الارض و كل ظواهرها تقريبا ، استكشف جسم الانسان و كل ماديته تقريبا ، الى الجين ، ماذا بقي ؟ و مع ذلك لم يـُعرف اي شيء عن ذات الانسان ولا عن سر الحياة ، و بقي الانسان ذلك المجهول .

العلم مرتبط بحاجات الانسان ، فكل ما كان حله مناسبا او قريب من المناسب ، تتوقف الحاجة للبحث ، اذن العلم محاط بهذه الاسوار الثلاث : جدار الميتافيزيقا ، الحواس ، حاجة الانسان .

هذا التهويل للعلم غرضه دعائي لخدمة الفلسفة المادية ذات الاصل الراسمالي اكثر من كونه علما ، و لم تعد اللعبة تنطلي ، حتى في الغرب الناس مصابون باحباط من التوقف النوعي للعلم الذي بهرهم في القرنين التاسع عشر و العشرين . واقرأ كتاب انتحار الغرب لريتشارد كوك و كريس سميث ، و الذي يكشف ضعف الانبهار الذي رافق القرن التاسع عشر ، وخيبة الامل مقابل الأمال الكبيرة باجابة العلم عن الاسئلة الكبيرة .

اذكر منجزا علميا غير عادي - غير موضوع الاستنساخ و تطوير الاتصالات ، التي بدأت من تلفون جراهام بل و اشارات موريس . لا جديد في الحقيقة .. مضت خمسون سنة تقريبا على صعود الانسان للقمر (الخرافي والغير حقيقي طبعا) ، تـُرى في ذلك الزمان ، لو قلت لك اين سيصل الانسان بعد خمسين سنة ؟ ماذا ستقول بتفاؤلك الواسع ؟ مع انها اصلا تمثيلية ، بالاثباتات العلمية ، و يمكنك مراجعتها على اليوتيوب .

وماذا ستقول عن وسائل النقل وأنت تعيش قبل 100 سنة و انت ترى السيارة و القطار والطائرة ؟ كيف سيكون تصورك عن النقل بعد مرور قرن كامل ؟

ستقول : بعد خمسين سنة سيمتلك الانسان القدرة للوصول الى مجرات و ليس كواكب ! .. و سيكتشف فيها كواكبا تصلح للحياة ، و ينتقل اليها المستثمرون الغربيون ليقيموا ناطحات السحاب هناك و البنوك المركزية و يزرعونها بفول الصويا !

انتم تحلمون ، بطريقة منفصلة عن المنطق ..

قالوا مثل هذا التفاؤل الخيالي في القرن التاسع عشر : في ثلاثين سنة ستنكشف اسرار الكون كلها . وهذا التفاؤل ليس حبا في العلم من قبلكم ، بل لاثبات انكم بدأتم تستغنون عن الله . كل هذا المجهود والتهويل لاجل هذه الفكرة ، ثم تاتي لتقول : انك لست محتاج لان يوجد الله ! مع أنك تعوّض بالخيال العلمي عن تلك الحاجة !! وعلى قدر التعب في التعويض ، تكون اهمية الحاجة لذلك الشيء .. وأنتم تعبتم كثيرا للتعويض عن وجود اله . اذن الحاجة جدا كبيرة لوجود اله .. هذا كلام المنطق وليس كلامي ..

و أما "يعلم ما في الارحام" ، فليست قضية صعبة كما تتصور ، كان يستطيع القدماء اجراء عملية جراحية او اجهاض فيعلموا نوع ما في الارحام ، و يكسروا تحدي محمد لو كان تحديا ، و هي ليست تحديا للناس ان يعرفوا ما في الارحام ، بل التحدي هو ان تصنع قرآنا آخر ..

ثم كلمة : "ما في الارحام" عامة ، لماذا خصصتها بذكر او انثى ؟ هل العلم يعرف ان ما في الرحم سيكون شقيا ام سعيدا ؟ عبقريا ام غبيا ؟ و حتى التحكم في جنس الجنين ليس امرا فيه تحدي للبشرية كما تحاول أن تصوره .

و الأرحام عامة بعموم المخلوقات التي فيها رحم .. مثلما اخبر ان الرزق من الله ، هل يعني هذا انك لا تستطيع ان ترزق مسكينا لان الرزق على الله ؟ ليس كل ما اخبر عنه القران و نسب علمه أو رزقه الى الله فيه تحدي ، فتحديات القرآن معروفة ومحددة ، بإيجاد قرآن أو سور أو آيات ، أو احياء ذبابة ميتة او خلقها من عدم، أو اتيان الشمس من المغرب ؛ مثل من حاج ابراهيم بتحديه عندما قال ابراهيم (ان الله يحيي و يميت) ، فقال له (أنا أحيي واميت) ، مع ان الله هو الذي يحيي ويميت ، اي ان قدرته داخلة في قدرة الله ، وهذا يشابه معرفة نوع الجنين . والله الذي اعطاه القوة و القدرة على ان يجعل الناس احياء او يقتلهم ، فقال ابراهيم (فإن الله ياتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) ، فبهت الذي كفر .. و أنت اقول لك : لتأتي بالجنين من العدم أو بذبابة من العدم ! ما دام العلم قادر على كل شيء ..

ليأتي العلم بالشمس من المغرب ,, ما دام قادرا على كل شيء ..

ثم : "يهب" يدخل فيها العلم ايضا ، فالله هو الذي وهب للعلماء عقولهم التي بواسطتها استطاعوا هذا الشيء ، كما قال تعالى (علّم الانسان ما لم يعلم) . والعلم هبة من الله .. اذن كله من الله . ولا مشكلة كبيرة كما تتصور .

كل ما وصل اليه العلم هو في نطاق الظاهر و السطح ، و سيقف حتما يوما من الايام ، لانه مرتبط بالمادة والظواهر التي يلاحظها الانسان . و الظواهر مرتبطة بالحواس ، والحواس لا تقدّم معرفة كاملة لما حولها ، لانها لا تستطيع ملاحظة الميتافيزيقا المحيطة بما حولنا و بداخلنا . اذن نحن ننظر من ثقوب محددة ، والمحدود له حدود . 

العلم منطقيا محكوم بالتوقف النوعي الحتمي .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق