التقليد و التفكير –
ساندروز :
حسن :دائما تبهرني وتضيف لي الكثير أخي الوراق ..
ولكن عندي إضافة ، أن هناك فرق بين التقليد لغرض استنساخ تجربة ما ، وتقليد لغرض أخذ الفكرة وتطويرها ، ولا يفوتني التذكير بأن أسس الحضارة الغربية القائمة حاليا كانت العلوم الإسلامية والعربية
أتمنى لو تشرح لنا أكثر بخصوص هذه النقطة أستاذي الفاضل ..
الرد:
واضح يا عزيزي حسن ان كلامك يدور حول الافكار البشرية و التي تتعلق بحياة الفرد والمجتمع .. و هنا ليست كل فكرة اساساتها سليمة ، فإذا اخذتها و طورتها فأنت تبني على اساس هارٍ .. فلا بد من تمحيص الفكرة ، سواء لاستنساخها او تطويرها .. و مع الاسف ان اكثر الافكار الغربية ، بل كلها تقريبا ، ليست على اساس سليم .. واكثر ما يقلّد هو الافكار الغربية مع الاسف .. بل و تقدّم كمسلمات ..
واضح يا عزيزي حسن ان كلامك يدور حول الافكار البشرية و التي تتعلق بحياة الفرد والمجتمع .. و هنا ليست كل فكرة اساساتها سليمة ، فإذا اخذتها و طورتها فأنت تبني على اساس هارٍ .. فلا بد من تمحيص الفكرة ، سواء لاستنساخها او تطويرها .. و مع الاسف ان اكثر الافكار الغربية ، بل كلها تقريبا ، ليست على اساس سليم .. واكثر ما يقلّد هو الافكار الغربية مع الاسف .. بل و تقدّم كمسلمات ..
من
يريد ان يزرع حقلاً ، لا بد له ان ينقـّي البذور ، قبل ان يهتم بشيء آخر .. اذا
ناسبتنا السيارة و الطائرة التي ظهرت في الغرب ، لا يعني هذا ان الليبرالية و العلمانية
مثلا سوف تناسبنا بنفس الدرجة ، فتلك افكار علمية محكومة بقوانين الطبيعة الصارمة
، و هذه افكار بشرية قابلة للاخذ و الرد ، وغير محكومة بقوانين مثل تلك لقوانين
المادية الطبيعية حتى نتأكد من صحتها ، ونبتت في تلك البيئات الثقافية ، ولا يعني
هذا انها تصلح للاستنبات في اي مكان .. لسبب بسيط ، وهي أنها ليست حقيقية فعلاً ،
ومتأثرة بعوامل كثيرة غير المنطق والحقائق ..
علينا
ان نفرق بين المعنوي والمادي ، فنجاح احدهما لا يعني نجاح الاخر ؛ لأن لكليهما
قوانين معاكسة لقوانين الآخر ..
لهذا
ارى وجوب التفريق ، فإذا قلت ان الغرب متقدم وسكتَّ ، فهذا يعني انه متقدم في كل
شيء ، وهذا ليس بحقيقة .. في التقدم المادي يجب ان نقول انه تقدم مادي ، وليس
تقدما بإطلاق الكلمة .. مع أنه حتى كلمة "تقدم مادي" تحتها خط ، لكثرة
المنافسين وتنامي قوتهم في العالم ..
الافكار
العلمية يأتي منها الصحيح ومنها الخاطئ من كل الثقافات .. بينما الافكار البشرية
إما أن تكون صحيحة بالكامل أو خاطئة بالكامل ، حتى ولو كان فيها صحيح ، فهو بناء
صحيح على اساس خاطئ ، وبالتالي يأخذ نفس حكم الأصل .. مثل فكرة التسامح الديني
التي نتج عنها انتشار الرذيلة وانتشار افكار اسقطت الدين ، لأنها موجهة للدين ، مع
أن التسامح بذاته شيء جميل ، لكن لا شيء يقوم بذاته ..
وشكرا
خاصا لك على متابعتك و حسن تلطفك .. انت انسان رائع بمعنى الكلمة ..
حسن :شرح واف وكامل أخي الوراق .. أشكرك جزيلا ... متابع لك على الدوام ..
------------------------------------------
صقر النوايف :حياك الله اخي الوراق
أفكار بناءة وموضوع راق
تحياتي
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق