الخميس، 14 يونيو 2012

حوار شاكي (2-6)




 شاكي:
ولو فرضنا أيضاً جدلاُ ان هناك من صمم تلك الاليات ،فسيقتصر دوره علي هذا وهذا فقط ! فأنتم تعبدون خالقنا أي تعبدون الانتخاب الطبيعي
.
تعبدون خالق الارض أي تعبدون الجاذبية ..إلخ

 الانتخاب الطبيعي مجرد نظرية فاشلة. الأرض وجاذبيتها و مادتها لم تصنع نفسها, إذا قدمت لك كوبا من الماء وشكرتني ستكون مجنونا من خلال وجهة النظر هذه, فأنت تشكر الكأس ولا تشكرني, لأنه هو الذي حفظ لك الماء وليس أنا, بموجب قوانين الكثافة بين السائل و الصلب.

و أحدُ يضع لك المرطبات في الثلاجة كل يوم, ليس هو الذي برد لك المرطبات ، بل الثلاجة و بطريقة عشوائية, وأنت بالصدفة و دفْع الظروف فتحت الثلاجة وتناولت مافيها, هذا هو جوهر ما تدور حوله أفكار الإلحاد.

شاكي:
حتّي لو كان لتلك القوانين موجد ! فليس هو الخالق إطلاقاً علي افتراض أن تلك القوانين موجودة عن قصد


لماذا لا يكون هو الخالق وهو الذي خلق المادة وخلق لها صفاتها وسخرها, والتسخير من خلال القوانين طبعا ويشير إليها, إذن من سيكون الخالق؟ أين المنطق؟ هل غاب هذه المرة أيضا؟


شاكي:
!الكم بيّن ان المادة عشوائية ، لا يوجد حتّي قانون ومعادلة واحدة ،


انت الآن تحكم بسقوط العلم كما توقعت من خلال نظرية الكم, ومع ذلك انت علمي! كيف إذن تعرف آلية الكون والكم قد أسقط العلم؟


 شاكي:
لو كان هناك من صمم هذه القوانين لاصبحت الان مثلك مثل اينشتين أو حتي كان الجميع يرون تلك القوانين وليس من يخرج لنا بواحدة يأخذ جائزة نوبل !


هل هذا يعني ان القوانين غير موجودة ولا يعرفها البشر ؟ انهم يتعاملون بموجبها ولكنهم لم يدرسوها ، كقانون الجاذبية مثلا ، هل كان القدماء لا يعرفون الجاذبية ؟ اذن لماذا كانوا يخشون من السقوط ؟ ام انهم لم يكونوا كذلك ؟

و هنا نقطة في موضوع المعرفة : انتم تعتبرون المعرفة هو ما تحول فقط الى انظمة عقلية مدروسة و صيغَ على شكل معادلات وقوانين ، وإلا فليس الشيء معلوما ابدا .. هناك معرفة بالاحساس و هناك معرفة بالعقل ، لاحظ عندما تريد ان تعبر عن شيء ، و تقول : لم يسعفني التعبير .. انت تعبر عن شيء تعرفه ، وتريد ان تنقله من نوع من المعرفة الى نوع آخر .. وقالوا : اصعب المشكلات تعريف الواضحات ، و الواضحات امور معروفة وغير معروفة بنفس الوقت ، ولكن عملية التعريف هي عملية ترجمة عقلية لغوية قابلة للنقل للآخرين .  اي تحول معرفة شعورية إلى معرفة عقلية .. 
 
شاكي:
مايحدث لا يعدو كونه مجرد استنتاج من ملاحظة تصرف المادة وفق طباعها ، والاستنتاج هذا يحتاج إلي شخص ذو قدرات .وليس اي شخص . لكي يستطيع ان يستنبط وصف فيزيائي-رياضي يجعلنا نفهم الطبيعة وعشوائيّة المادة.


كيف تفهم العشوائية؟ أنت تريد وصف يجعلك تفهم عشوائية المادة من شخص غير عادي يستنبط عشوائية المادة! إذا قدم معادلة يعني انه قدِّم نظام, فهل تستمر في تسمية شيء بالعشوائي مع أنه قُدِّم له معادلة دقيقة؟ اين المنطق هذه المرة أيضا؟ أم المنطق نظرية الكم أسقطته من ضمن ما أسقطت؟ ولماذا إذن يجري الاحتجاج به؟ أم أنه خادم حسب الطلب؟ نعم كل شيء يخدم الآلهة الصغرى!

هل العشوائية يمكن أن تُفهَم؟ وهل تستمر العشوائية عشوائية وهي مفهومة؟ هل نسيت أن الفهم هو إدراك النظام؟

شاكي:
تماماً كما وضحته بمثال قواعد اللغة العربيّة
فهل اوجدها احد تلك القواعد ليتحدث بها العرب ؟ فوجودنا وضحه العلم دون حاجة إلي خالق لانه وفق اليات وليس خقل مباشر [كن فيكون]انظر هنا وهذه الاليات كما ذكرت لم تكن موضوعة من قبل أحدهم تماماً كقواعد اللغة انظر هنا أيضاً

 
أين هي الآليات؟ هل خرافات التطور هي الآليات ؟ إذن ليعيدوا خلقنا ما داموا يعرفونه ويعرفون آلياته بدقة , بعد ان يحذفوا الاعضاء غير العملية . بل ليخلقوا ذبابة واحدة ما دام أنهم يعرفون كل شيء عن الذبابة!

هذه ادعاءات عريضة لا تمر على من له أدنى عقل . كيف قبلتها أنت قبل ان تطالبني بقبولها ؟ لا يعرف العلم آليات شيء بالكامل, ولا يمكن له, إلا بعض الآليات الظاهرية. معرفة الشيء كاملا تقتضي القدرة على إعادة إيجاده ، فصانع السيارات الذي يصنع سيارة ، هو يعرف كل شيء معروف عن السيارة , أو ذلك النوع على الأقل لأنه يستطيع إيجاد مثلها , لكنه لا يعرف القوانين كلها ، ولا يعرف أي تفسير لأي قانون , فضلا ان يستطيع أن يغير شيئا من صفات المادة كما تحب أن تسميها , لأنه لا يعرفها.

إذن نحن لا نعرف بالقدر الكافي لإصدار أي حكم, فالحكم الوافي يكون بعد العلم الوافي . إذن أحكام الملاحدة غير وافية لأنها لا تستند إلى علم وافي , وعلامة العلم الوافي القدرة على الإعادة و التجربة والتركيب والتحليل .

أخبرني عندما يصنعون ذبابة, تماما مثل الذبابة الموجودة ، لا نريد أكثر تطورا منها, أليسوا يعرفون كل شيء عنها كما يدعون ؟ إذا ادعى أحد القدرة على صنع الفطائر ستقول اصنع لنا فطيرة ، وإذا لم يستطع ستقول أنك لا تعرف وأنت مجرد مدعي , هذا الكلام للابتدائية!

آلية كل شيء مرتبطة بمعرفة كل شيء عن كل شيء, إذا لم تعرف كل شيء ستكون معرفة الآلية نفسها ناقصة , فالمعرفة مترابطة , ومعرفتنا ناقصة دائما ولا يمكن لها أن تكتمل يوما من الأيام ، لأنها مرتبطة بظاهر المادة , وهي الزاوية الوحيدة التي سُمِح لنا بمعرفتها خارج ذواتنا ، مع أننا لا نعرف حقيقة قوانينها ولا كيف جاءت ولا كيف تُبَدّل , لأنها منطقة محجوبة , أي أن العلم يعتمد على الميتافيزيقا التي تنكر وجودها , بينما صفات المادة التي تعول عليها بالكامل هي ميتافيزيقا إلا في ظواهرها .

لم يخرج العلم عن وصف القرآن ، فهو مرتبط بالظواهر, ودراساته يسميها بظاهرة كذا وظاهرة كذا, {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} فيا لدقة القرآن.

و لاحظ اننا نتعلم من الآليات التي لا تحب ان تسميها قوانين ، كما قال تعالى (علّم الانسان ما لم يعلم) ، فالإنسان معلّم وليس متعلم بنفسه ، اي لسنا نحن من وضعها ، كآليات اللغة .. فقط نحاول ان نترجم ما نعرفه ، و هذا ما يسمى علما . هل كلما وُجدت آليات منظمة و منضبطة ، يدل هذا على انه ليس لها موجد ؟ ايّ عقل يفكر بهذا الشكل المقلوب ؟ عمم الفكرة .. اذن علينا ان نستمر بهذا المنحى ، فكلما راينا شيئا منظما و متقنا و متناسقا ، نقول : آلياته هي التي صنعته ، ولم يصنعه أحد ! و ليس بحاجة ليصنعه احد لأنه كما ترى يعمل بآليات .. ونقول هذا عن المصنع الاوتوماتيكي الذي يعمل بآلية ذاتية ، فليس له موجد . انظر الى آلياته ! فآلاته تشتغل بالتناوب والتنسيق فيما بينها ، حتى لو كنت تعرف بداياته من تلك الاليات .

اذن نحن لا نعرف الاليات كما يقول هذا الادعاء ، وحتى لو عرفت الاليات ، لا ينفي هذا ايجاد خالق ، لسبب بسيط ، وهو: لماذا تصرفت المادة والكون بهذا الشكل ؟ من وضع لها القوانين ؟ والقوانين نظام ، والنظام مرتبط بإرادة عاقلة و واعية .. هذا عدا انه لا يجوز عقلا ان يوجد شيء بلا سبب .. حتى المادة الاساسية للكون . القضية ميتة من كل النواحي .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق