الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-2)



شاكي:

الورّاق كتب:
ومع ذلك : فالاصل أننا لا نعرف شيئا عن عالم الالوهية ، إلا ما أخبرنا الله به ، ونقطة : لماذا يخلقنا وهو يعرف ما سنفعل ، لم يأتنا بها علم من الله ، كذلك الشكل والماهية الالوهية : لم يأتنا بها علم ، و متى تقوم الساعة : لم يأتنا بها علم . وهل هناك مخلوقات اخرى غير الجن والانس : لم يأتنا بها علم .. والمنطق يجري على حسب العلم .. وكل ما علمتـًه تستطيع ان تمنطقه ، وما لم تعلمه لا تستطيع ان تمنطقه .. و عالم الالوهية عالم غيب ، فكيف تـُجري المنطق على عالم غيب ؟ إلا ما جاءنا توضيح فيه ..


ما تتحدث عنه خرافات ، فلا ساعة ستقوم ولا يحزنون ، حتّي يستطيع العلم أن يحددها ،

الرد:
كيف تقطع بانه لن تكون هناك ساعة ؟ طبعا لا يوجد ، الا ظن ملحد .. و من قال لك ان العلم يستطيع ان يحدد كل شيء ؟ ليحدد الحياة قبل ان يحدد مستقبل الكون ، فالحياة اقرب . قدم معلومة واحدة عن سر الحياة ، طبعا لا تستطيع ، اذن العلم لا يستطيع ان يعرف كل شيء ..

اقحام العلم فيما ليس له ، سلوك غير علمي ، و لا يسمى فارسا ولا يعرف الخيول من يـُدخـِل الحصان في سباق السيارات .. من يعرف الشيء يعرف مجالاته ، ومن لا يعرف مجالات العلم هو لا يعرف العلم ..  يجب ان تعرف كل الكون وما وراءه لتتأكد لنا انه لا يوجد اله ، حتى تكون علميا تسير بموجب العلم .. اما ان تكون عندك معلومة خارجية عن الشمس التي لا يقترب منها شيء الا احرقته ، و من خلال معلومتك تلك تحدد لنا كل مستقبل الكون و مستقبلنا ، هذا تعميم غير علمي لمعلومة جزئية ..

لكل من يتحدث عن الكون ومصيره ، عليه ان يحيط بالكون علما تفصيليا كاملا ، ثم يتكلم بعدها .

لقد تعب العقل من كثرة المجترئين بلا علم رجما بالغيب .    

شاكي:
ولكن الشمس حالها كحال أي نجم حين ينفذ وقوده الهيدروجينيّ ينفجر ، والشمس تقريباً ستنفجر بعد 5 مليار عام ، ولكن وفق منطقك ، فلا يمكن لك ان تجزم اننا اساساً مخلوقين ، وأن هناك الهة ، وحساب وثواب وعقاب ، انت تفرض وفق الكلام الإنشائي الذي لم يثبت ، ووفق منطقك فيجب علي المسيحي أن يتمسك بثالوثه ، لاننا لا نعلم منطق الالهة ولا نستطيع أن نحكم ،

الرد:
لكننا نعرف منطقنا ! و نعرف احساسنا ! فلماذا نتركها الى منطق الالهة ؟ يجب ان تكون معرفتنا بادئة من الداخل الى الخارج ، و من القريب الى البعيد ، و الالحاد عكسَ الصورة تماما ، فقد بدأ من عالم الالوهية ..

طريقة البحث هذه غير منطقية .. اعرف نفسك اولا ايها لانسان ثم اعرف ما حولك .. 


شاكي:
وكما ذكرت لك أنت لا تعرف شيئاً عن الكون ومع ذلك تدعي وتدعي وحين نسألك تقل ، لا أعلم !! فأنت تستخدم المنطق الدائري ، ثم تعلق كل شيئ علي الجهل ، فالأولي أن تثبت وتؤكد وتبين ، كيف خلق الكون ، كيف خلقنا ، وتجيب علي كل شيئ ، فإن لم تعرف فعذراً لم تعارض العلم والادلة المادية ؟ خلقنا وهبطنا من السماء ؟ لا دليل

الرد:
أين هو العلم و الادلة المادية ؟ انا اقول : نحن متساوون في الجهل ، انت تضع نفسك في موضع لا تحتمله ، انت تضع نفسك في وضع من عرف كل شيء !! فهل انت مستعد للاجابة على كل شيء ؟ اذن انت من يجب ان يسمى الها !! لان معك علم كل شيء ، فأنت تعلم ان الشمس فيها وقود هيدروجيني !! وهذا كافي لمعرفة كل شيء !! حتى المستقبل !!

حسنا : من اين جاءت الشمس و لماذا صارت شمسا ؟ ستقول : من الانفجارالكبير .. من الذي فجر هذا الانفجار ، ستقول : المادة الاولية .. من اين اتت المادة الاولية ؟ ستقول : من اللاشيء !! هنا ينتهي كل شيء من علمك المزعوم !! فانت اساس علمك جعلته اللاشيء ! اذن كل علمك لا شيء ! و ما يـُبنى على اللاشيء هو لا شيء ! اذن انت لا تعرف شيء بمعنى هذه الكلمة و عمقها . الا معرفة ظاهرية سمح لنا بها ، و لا نستطيع اكمالها . والعلم الذي لم يكتمل ولا يستطيع ان يكتمل ، لا يسمى علما كاملا .. الحياة اقرب من المجرات ، و مع العلماء في المختبر ، فلماذا لا يعرفون عنها اي شيء ؟ و كذلك الوعي . هل نصدر حكما كاملا و شاملا بناء على علم ناقص و غير متوازن في دائرته ؟

اذن انت لا تعرف اي شيء ، ما دمت لا تعرف اصل كل شيء ، مثلي تماما .. فلماذا الغرور يا صاحبي ؟ و ها انت صرت لا تعرف اي شيء ، مثلي تماما .. مثل اي انسان يزور الحياة و يخرج منها ، لايدري اين كان ولا اين يذهب ، و لا ما هو نفسه ، ولا يتأكد من اي شيء الا من خلال قوانين هي نفسها مجهولة ، يفهمها احساس و عقل مجهول ، اذن كل شيء مجهول في مجهول . على عكس تصورك المضخم لانجازات العلم الحديث ، و كانك تنظر للعلم بالمجهر الاليكتروني المكبر الى 500 مرة و تلبسه على عينيك . كي توهمنا كما توهمت .

الانسان مسكين وضعيف ، حتى لو غضب نيتشه وسوبرمانه الموهوم . وانظر كيف تحل التكنولوجيا مشاكلا بسيطة لتصنع بدلا منها مشاكل مركبة يصعب حلها .


شاكي:
العلم يقول أننا تطورنا بالاف الادلة ، تعارض بناءاً علي توهمك !
هذا لا يبدو منطقياً أبداً

الرد:
هل قاله العلم حقا ؟ ام انها نظرية ايدها نادي
X الملحد المبنية على تشابه الانسان في الخلقة مع القرود ، و اخفوا جميع الادلة العلمية المضادة لها ؟ ترى لو لم يكن هناك قرود ، كيف ستتجه النظرية ؟ هل نسيت انها نظرية غير منطقية ولا علمية ؟ فإذا كانت تملك الاف الادلة كما تقول ، فإن عليها ملايين الادلة و التي من بعضها ملايين الحلقات المفقودة ، هذا عدا افتقارها الشديد الى المنطق ، و دافعها الايديولوجي الواضح الذي تجلى في التزوير العلمي عدة مرات ، و الزام الجامعات بها و فصل و استبعاد من لا يؤمن بها من العلماء او من يتشكك بها ..

و هناك افلام وثائقية تشير الى هذه الرغبة من جهات عليا خفية بانتشار هذه النظرية ..

لا تحملني ما لا اطيق ، لا استطيع ان اصدق الخرافات ، فمعذرة .. كل ما تسميه ادلة ، لا تـُقدَّم كأدلة قطعية ، و إلا لتحولت من نظرية الى علم ، اما الادلة المقاربة فكل شيء تستطيع ان تجد له ادلة مقاربة .

الله لم يجعل لنا ادلة قطعية ، و جعل لنا ادلة مقاربة ، و كلٌ على نيته يختار ادلة المقاربة التي تناسبه .. اما جعل العلم قاضيا في قضايا لا يمكن له ان يعرفها ، فضلا عن ان يكون قد عرفها ، فهذا تجاوز لا يقبله العقل ..



شاكي:
الورّاق كتب:فالناس يعرفون انه لا يصلح ان يدير الدولة او الشركة شخصان ، وإلا لاستقل كل واحد منهما عن الاخر . هذا منطق نعرفه ، لكن هل هذه فقط هي حجة الله في هذه الفكرة ؟ لابد ان نعرف علم الله حتى نجد الادلة الاخرى على عدم امكانية وجود الهة اخرى مع الله حتى نجيبك على بقية الاسئلة عن عالم الالوهية . فالله لم يخبرنا بكل شيء عنه ، و حتى بما أخبرنا الله به عنه ، فقد اخبرنا به على قدر استيعاب منطقنا و عقولنا ، و لم يخبرنا بكل شيء ، بل يقول : (وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) ..


االذي أريدك ان تدركه ، أن هذا ليس كلام الله حتّي يثبت العكس ، فلا تفرض عليّ انه كلام الله ثم تثبت صحته من خلال هذا الفرض !
فالذي جاء في القرآن هو منطق بشري ، كل الافكار بشريّة ، كل الاوصاف خيال بشري ، لا دليل علي ان مؤلف هذا الشيئ ليس بشري ،

الرد:
و هو كتاب موجه للبشر !! هل تريده ان يخاطبهم بمنطق غير بشري ؟ كيف سيفهمونه ؟ فقط مجرد فهم ، فما بالك ان يصدقوه ؟ ما بالكم تلجأون إلى غير المعقول دائما لاثبات عدم وجود الله ؟ هل عجز المعقول عن اثبات عدم وجود الله فلجأتم إلى غير المعقول وغير الواقعي ؟ يجب ان تكون الاوصاف بشرية والمنطق بشري بما يفهم البشر ، والا لأقام الناس الحجة على الله .. 


شاكي:
ستقول وماذا تريد من الله ؟ هذا السؤال يدل وبشدة علي ان المؤلف بشري ، فلست أنت أو أنا الهة ولا مؤلف القرآن ، لذلك لا يمكننا وضع شيئ يتفق عليه الجميع ، كالشمس ، هذه شمس هل يمكن ان يخرج لنا شخص وينكر ان هذه ليست الشمس ؟
مؤلف القرآن بشري ، لذلك القرآن بشري ، والمنطق بشري ، وأعلم ان هناك شركات تدار عبر مجلس إدارة ، وبالتصويت ، ولا يوجد من هو صاحب القرار النهائي والوحيد ، ومع ذلك من انجح الشركات ـ فهذا يدل علي ان مؤلف القرآن بشري ، ورجل عاش في عصور الجهل

الرد:
هذا كلام انشائي ، لا اجد ما ارد عليه ..

اما الشركات التي تدار بالتصويت ، فلو تدقق اكثر لوجدت ان لها راس مدبر ومالك اساسي ، على الاقل هو من يحدد ماذا يصوّت عليه ، نفس الكلام يقال عن الديموقراطية بانها حكم الشعب (في الظاهر) ، فلا تذهب بك الاشكال بعيدا ، والمنطق هو المنطق دائما وابدا لا يتغير ..

و حجة لماذا يخاطبنا الله بما نعرف و يعرف البشر ، اذن هو بشر ، ليست بالحجة المحكمة جيدا .. سيقال لك : اذن هل يخاطبنا بما لا نعرف حتى لا يكون بشرا ؟ كيف ينعرف اذن ؟ ماذا ستقول حينها ؟ هل تقترح حلا اخر لتخاطب الاله مع البشر ؟ تفضل به كبديل ، وهو الذي سيكون حجة اقوى من هذه الحجة ..

وفي القران : (لو كان على الارض ملائكة يمشون مطمئنين ، لارسلنا اليهم من السماء ملكا رسولا ) .. عجيب امركم !! مرة تعيبون على القران بانه غير منطقي .. ومرة اخرى تعيبونه بانه منطقي !! هذا يدل على شيئين : احدهما الرفض المطلق ، والثاني : التناقض المستمر في تفكيركم ..

واعجب لاسقاط فكرة الاله كيف تدفع الى تناقض الملحد بهذا الشكل المستمر .. اقسم ان هذا الدليل يكفيني لوحده حتى اؤمن ، الشيء الذي جعل مخالفيه متناقضين دائما ، انه لحقّ .. والمؤلف البشري لا يتحدى البشرية من 1500 سنة بان ياتوا بمثله ثم لا يحاولون ولا محاولة .

لو انك بفصاحتك وطول ردودك حاولت صنع قران مثله ، لكان اجدى للالحاد من محاورة انسان سخيف مثلي .. ترى ما الذي منعك رغم فصاحتك و جلادتك على الكتابة ؟ على الاقل تعاون مع مجموعة من الملحدين الفصحاء والمثقفين والمتمكنين من العربية في مؤتمر تقيمونه لانزال قران جديد ، يكون افضل من القران السابق .. لن تضر التجربة ، فلماذا ترفضها انت الان و انا بعيد عنك وكأني اراك تشمئز منها ؟

الثمرة تستحق التعب ، والمطلوب مجرد كلام بشري .. اليس طلبي منطقي ؟

من يقرأ للعميان على طريقة برايل ، هل تفترض حتما أنه لابد أن يكون أعمى ؟ هذا هو منطقكم الذي تتبنونه بشدة ، بما أن القران كتاب عربي ، إذن مؤلفه بشر عربي ، هكذا و بكل بساطة ..         


شاكي:
الورّاق كتب:أسالك بالمنطق : كيف ندرك من ليس كمثله شيء بعقولنا الارضية ؟ كيف ندرك الاول والاخر بعقولنا الارضية ؟ كيف ندرك ان يوجد الشيء من عدم بعقولنا الارضية ؟ كيف ندرك من هو فوق الزمان ؟

انا اتكلم معك منطقيا ، فلسفها أنت : عالم ألوهية ( طبعا متخيل بالنسبة لك ولكن تخيله!) ، هل فلسفيا ممكن ان يفهم أو لا يُفهَم ؟ حاول و قدّم هذا الاله المنطقي المقنع لكي نقيس عليه الاله الموجود ! ستجد انه لا يمكن أن يـُفهم ، وأنت تريده ان يـُفهم كما يـُفهم أي بشر !! وإذا لم يكن هذا ممكنا ، فقدّم البديل المقنع عن وجود اله يفسر لنا كل شيء ، و لا تقل : انتظروا العلم ! لأن حياتنا لا تنتظر .. و ما لم يقدّم له بديل لا يحسن بالعاقل ان يتركه حتى يجد افضل منه ، و الالحاد لا يقودنا الى افضل ، بل يقودنا الى لا ادرية كبيرة مبطنة بأدريّة غير منطقية تكره النقاش و الفلسفة وتحارب كل جمال في النفس البشرية ، وتريدنا ان نقر بالفوضى كاساس في اصل الوجود، وبالتالي كاسلوب من خلال الصراع و السوبرمانية والراسمالية .. اي تقدم لنا نموذج اسوء مما تركناه ، مع انه يفترض ان تقدم افضل ، والعاقل لا يترك المفضول الا اذا وجد الافضل ، ولا يترك المفضول الى الاسوء أبدا ..


في القرآن ، الله استعمل منطقنا لما شاء ان يخبرنا عنه ، و لم يقل : استخدموا المنطق وقيسوا على هذا ، كما يفعل المحد .. وإلا لماذا قال : ليس كمثله شيء ؟ انت الان تقيس ما لم يـُعلم على ما يـُعلم ، مع أن المنطق يحتاج إلى علم .. فكرة الألوهية منطقيا يجب ان تكون غير واضحة ولا مدركة بالكامل، وإلا لم تكن ألوهية .. أنا أخاطب عقلك و خيالك الآن و دعنا من ايمانك .. هل تستطيع ان تتخيل الها منطقيا ؟ حاول .. النتيجة سيكون بشرا ، لأنك تعمل بمنطق بشري . وهذا من اسباب رفضكم لفكرة الالوهية ، لانكم تطبقون عليها المنطق البشري و يخرج في الاخير اوباما او ساركوزي!

ايضا الله تكلم عن ملائكة وعرش وكرسي وجنة ونار وصراط ، واثبت لنفسه يد و وجه وعين ، كل هذه لأجل التقريب لافهامنا ومنطقنا ، ولكن الله ليس كمثله شيء .. ومن ليس كمثله شيء ، فايضا عرشه وكرسيه وعالمه ليس كمثله شيء .


الاجابة سهلة ، لا يوجد ماهو "ليس كمثله شيئ" ، والفكرة اتت وتطورت عبر الاديان ، فالخالق كان متجسداً ، وكانت الهة متعددة
، محمد من اراد ان يجعل هذه الالهة اله واحد "ليس كمثله شيئ" وكما تري فشل ، وانا سأفشل ، وانت والجميع ، لاننا بشر !

الرد:
هذا وضع محير ، ان كان مثل البشر او ما يعرفه البشر، قلت انه بشري ! وان كان ليس كمثله شيء ، قلت انه فشل في التوصيل ! هذا هروب عن المنطق وليس بمنطق ..

المنطق هو ان تقدم البديل الذي تراه منطقيا ، حينها يحق لك ان تقول انه فشل . اما ما تقوم به فانت تعمل مثل لاعب الشطرنج ، الذي يعد لك مصيدتين لا ثالث لهما ، فاذا اخترت احداهما ، فسيقول لك اخطأت ، و هذه المصيدة لا يقتضيها المنطق ، أنت الذي صنعتها لتخدم رغبتك ، فالمنطق ان يخاطب الاله البشر على حسب ما اعطاهم من عقول و افهام ، من الظلم ان يخاطب الله البشر بلغة كيمياء النمل او النحل .

انا اكتب بالعربي و انت تخاطبني بالعربي ، ولو كتبت بالانجليزي سترد علي بالانجليزي .. اليس هذا هو المنطق ؟ انها حجة ضعيفة بل وغير منطقية ، حجة بشرية القران لانه يخاطب الناس بما يفهمون وعلى مستوى عقولهم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق