الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-5)



شاكي:

الورّاق كتب:
انت تقول أن كلامي غير منطقي ، اثبت عدم منطقيته و قدم البديل المنطقي له ، هذا خير لك من الهياج العاطفي الوثني الغير مفيد .. انت تقول : لا توجد اختبارات ، و هذا الواقع امامنا يقدم امثلته ، و تقول : لا توجد ثنائية ، اثبت العكس ، والواقع امامك .. أنت لم تستطع هدم هذا عقليا ، لهذا لجأت إلى العواطف علها تنقذك ..


بالطبع كلامك غير منطقي ، ولا يجب علي تقديم شيئ ، فهذا لا يعني انه إما أن تكون أنت علي الصواب وأنا خاطئ ، أو العكس ، يمكن ان يكون كلانا مخطئ ، وبعيد كل البعد عن الحقيقة ،

الرد:
اثبت خطاي اذا كنا كلانا مخطئين على الاقل . ها انت ذا تخطئني بدون دليل ، وتقول : (لا يجب علي تقديم شيء) !! اي تقر حقيقة دون ان تقدم شيئا !! هل هذا منهج علمي وعقلاني ، ام عاطفي ؟

تقول لا يوجد اله ، و تريدنا ان نصدقك وانت تقول أن اجسامنا وافهامنا كونتها صدف عمياء ؟ وأن كل شيء نتج من اللاشيء ؟ وان سمكة تحولت الى انسان وثورا قفز الى البحر وصار حوتا كما تقول نظرية التطور المتقطع ؟ وان الشيء الواحد يوجد في مكانا في ذات الوقت ، رغم تحديده بـ"شيء" واحد ! الخ بالملايين .. من الصعب تصديق خبر من له اخبار اخرى خارجة عن المنطق و المعقول .

شاكي:
انظر هنامثلاً تجد حشرات تعيش علي وجهك ، فربما نحن مجرد حشرات في مكان ما ، علي وجه شيئ ما ، أنت هنا من يجزم باشياء لا يمتلك عليها دليلا ، ويغالط ، ويعمم ، ويستنتج اسستنتاجات أبعد ما تكون عن المعطيات لديه !

الرد:
اذن لماذا تتبجح بالعلم وانت ترى انه لا قيمة له ابدا ؟ فلا تطالب نفسك باثباتات و لم يستطع العلم ولا ان يحدد لنا اننا لسنا حشرات على وجه احد ! فعلام التفاؤل بالعلم الى حد الخيال ؟ بل ما فائدته و هو لا يستطيع اثبات شيء ؟ وليس فيه اي مطلق ؟ و حقائقه كلها قابلة للتغيير كما صرح الملاحدة ؟

هذا تمهيد معروف لكي يمرروا كرتهم اذا تصادمت مع العلم . حينها يقال : العلم ليس دليلا على شيء ، و ليس مطلق ولا ثابت ، و  حقائقه قابلة للتغيير . 

ها أنت تتناقض بسبب الهوى تناقضا حادا و انت لا تدري ، و الفكر الملحد مبني على هذا الشيء : المراوغة لما يخدم الهوى على حساب كل الثوابت ، بما فيها العلم والعقل ، فإذا العلم يخدم فكرتك ، سوف تعظمه وتهوله ، و اذا العلم لا يخدم فكرتك ، فستقول انه لم يستطع ولا ان يثبت لي انني لست حشرة على وجه احد !!

الم اقل لك ان الالحاد ليس فلسفة و لكنه مراوغة الفلسفة !! الفكر الملحد مثل لاعب الكرة الذي يتحاور مع اللاعبين يمينا و يسارا لكي يوصل كرته الى الهدف الذي يرغب تحقيقه . و الهوى ليس له فلسفة ، و من هنا صعوبة التحاور مع الملحدين لانهم لا تحكمهم ثوابت : لا في المنطق ولا في العلم ولا في الاخلاق ولا في الدين ، انها تمرد على كل شيء الا الرغبة .

مثل ذلك اللاعب لا تستطيع ان ترسم له خطا مستقيما سيفعله كل لاعب مثله .. فمرة يكبرون من شان المنطق ومرة يخرجونه على الهامش . و مرة يكبرون من شان العلم و مرة يظهرونه بمظهر الذي لا يعرف شيئا والخالي من المسلمات .. و مرة يحتقرون انسانية الانسان ، و يتهمونها بالوقوف في وجه العلم ، ثم ياتون مرة اخرى ليتباكون على العبيد بروح انسانية تنزف رقة و حنانا !! ما دام هذا في تصورهم ينتقص من الاسلام .. اي ليس لهم خط ثابت . إما انسانية او لا انسانية ، إما علم ثابت او لا علم ، اما منطق ملزم او لا منطق ، هذا ما يجب ان يكون .. اما التلاعب بينها حسب الرغبة ، فهذا امر ممجوج ولا يقيم فلسفة تحمي نفسها من النقد ..

(ان ربي على صراط مستقيم) ، و الالحاد ليس على صراط مستقيم ، فكل شيء مسموح ، وكل شيء مباح ، المهم ان تصل الكرة الى المرمى ، والغاية تبرر الوسيلة حسب الفكرة البرجماتية . لا يصلح ان يكون الالحاد ثمرة لتقدم البشرية و هو بهذا الشكل ، بل هو انتكاس . فالفوضى في كل شيء ليست نظاما ولا تطورا ، بل تحللا للانظمة . و الالحاد فلسفة الرغائب والتلاعب في كل ما يقف في طريقه . اي فوضى عقائدية وفكرية ومنطقية وعلمية و اخلاقية ..

لاول مرة يكون للتناقض فلسفة .  


شاكي:
وأنا لا اتحدث بعواطف ولا غيره ، فأين الاختبارات التي تتحدث عنها ؟ أنت تغالط فقط ، فالحقيقية اننا نحمل الخير والشر معاً ، ولا يوجد من هو شرير فقط ولا يوجد من هو خيّر فقط ، ويمكن ان يكون الشيئ شراً في وجهة نظرك ، وخيراً في وجهة نظر صاحبه ، ومع ذلك يمكن أن يكون محايداً من وجهة نظري ، كما هو الحال مع الطفرات بالنسبة للإنتخاب الطبيعي ، وهذا دليل مادي علي عدم وجود ثنائيّة ،

الرد:
هذا كلام عام و مبهم .. ادخل في التفاصيل و قدم امثلة .. ذكرت لك امثلة .. انا لا أغالط ، انت من يغالط لانك لم تفند امثلتي و تريدها ان تكون خطأ برغبة الحادية ليس الا ..

نحن هنا لسنا في مجال اهواء و رغائب ولذائذ وما تحب وما لا تحب ، نحن في نقاش منطقي .. عليك ان تستعد له ، فكلمات التهرب و العواطف والاقذاع لا تنجيك من حصار المنطق . او قل انك ترغب فقط ، و ليس عندك اي اهتمام بالعقلانية ، حينها سأتركك و شأنك واذهب الى احد يتحاور معي بالمنطق ، و يثبت ما يقوله .. فإذا قال لي : اخطأت ، اثبتَ لي خطأي وناقش امثلتي وقدم البديل المنطقي ، لا ان يحثو عليها التراب من بعيد و يهرب منها و يقول انها خطأ ولستُ مطالبا بالاثبات !!

اي حكم يصدر يجب ان يكون له اساس . انت خطئتني ، فما هو اساس التخطئة ان كنت منطقيا او علميا ؟ طبعا لا يوجد ، اذن انا صائب . اما الهروب من مخرج الطوارئ فلا يفيد كثيرا ، بحجة : قد نكون كلنا خطأ ! اذن لماذا نتحاور اصلا و هو لا يوجد اي ثابت ؟ هذا هروب من المنطق كله ..

"قد نكون حشرات على وجه احد ما !! " هذا هروب من العقل والعلم و الوجود كله وليس من الحوار فقط !! حتى لو كنا حشرات على وجه احد ، و نحن نتحاور على وجهه ، فاحد الحشرتين مخطئة والاخرى مصيبة ! لأن الحق واحد والعلم واحد والمنطق واحد ، فهذه القفزات الهروبية الالحادية ليست بذات شأن . وهي مخارج طوارئ غير آمنة ..

أذا أ ُحرج الملحد في الحوار ، يقول لك : قد نكون غير موجودين اصلا ! و قد نكون عبارة عن افكار في ذاكرة قرد ما ! لنكن ما نكن ، لكن اثبت ما تقوله من تخطئة .. هذه القفزات هي خروج عن الموضوع اصلا ، فبدلا من الحوار حول الفكرة ، نتحول إلى الحوار حول وجودنا و نوعه هل هو حشري ام انساني !! ما دخل هذا بهذا ؟ 

ثم كيف تخطّئ وليس هناك اي شيء ثابت كما تقول ؟ اذن قد يكون الحق معي و انت خاطئ ! لماذا لا تضعها في افتراضاتك ؟ ام ان هذا الشيء غير مرغوب و تفكيرك قائم على الرغبة ؟ لو تحاورت نملتان على ظهر جمل اي الطريقين اقصر ، لكان الحق مع احداهما .. و لن يكون هناك طريقان هما الاقرب ! فاين المفر من الحقيقة التي تتهربون منها دائما اذا لم تخدمكم و تحسبون ان شأنها بسيط امام الهوى الاله ؟ لكن لا توجد حقيقة تافهة ابدا . فالحقيقة تسحق من يتلاعب بها .  
 شاكي:

الورّاق كتب:
انت الآن لا تنطلق من نفسك ، نسيت حيرتك وعدم معرفتك وقصر حياتك ودوافعك الداخلية ، بل ونسيت عقلك نفسه ! كل هجومك منصب على الاله فقط ، كل ما طلبته من الاله هو في الحقيقة مطلوب منك و ليس منه . لأنك أنت المحتاج إليه وليس العكس . هذه هي المشكلة الكبيرة التي وقع فيها الماديون والملاحدة في تعاملهم مع الاله منذ القدم . اعتبروه شيئا ثانويا ليسوا محتاجين اليه ، بل هو من عليه ان يثبت نفسه لهم حتى تقبله هذه الالهة الندّ . هذه هي الموبقة بحد ذاتها : موبقة التكبر دون اي اساس حقيقي ، وموبقة نسيان النفس ، وإخفاء شعور الفطرة و كبته ، بل و خفاء الحاجة الى الله و ادعاء الاستغناء عنه ..


تذكر مرّة أخري انك تفرض ، فأنا لست غاضباً علي الالهة ، لانها ليست موجودة اساساً ،

الرد:
كيف افرض ؟ اين الفرض ؟ اذا قلت يوجد اله ، أانا افرض عليك ان تؤمن به ؟ عمرك ما آمنت فيه ولا في غيره يا عزيزي !! ليس ايمانك او الحادك قضيتي ! و ماذا استفيد اذا فرضت عليك شيئا لا تريده !؟؟ قضيتي هي ادعاؤكم لامتلاك الحقيقة و فبركة العلم والمنطق كما تريدون و تخطئة الآخرين بدون ادلة واضحة و منتظمة . و هذا همي مع ملحد او غير ملحد ، فلست خصما للملاحدة وليس لي قضية معهم . وليس من ليس ملحدا كامل و منزّه .   

فقط قل : أنا لا امتلك الحقيقة و قد اكون خاطأ او مصيبا ، ولكني ارغب ان اكون ملحدا ، حينها باي مدخل سوف ادخل عليك واناقشك ؟ هذا شأن شخصي ، لا علاقة لي به .

تريدني ان ألحد حتى لا اكون افرض عليك وجود الله ؟ انت الان تفرض علي الالحاد بهذه الصورة ! انا مؤمن بالله وانت غير مؤمن به ، و كل ٌ يتكلم من منطلقه ، فأين الفرض ؟ اما ان تضغط عليك الحقيقة و تفرض نفسها عليك ، فهذا ليس شأني ! أنا لم اشتكي انك تفرض علي اراءك ، لاني متأكد من خطئها ، ولا تشكـّل اي ضغط عليّ ، فتكلم كما تشاء . و حاورتُ الكثير من الملحدين قبلك ، ولم تضغط علي ولا فكرة واحدة مما قدموا ، بل زادتني ايمانا وتثبيتا ، وانا مدين لهم حقيقة بزيادة ثقافتي واطلاعي وحثي على التفكير و تبديد شكوكي التي كانت تتعبني ، و كادت ان تصل بي الى الالحاد . و هكذا داوها بالتي كانت هي الداء ..  

شاكي:
بل أنا اطلب من الذين يفرضون ذلك أن يجيبوا علي الاسئلة ، تماماً كسادة قريش ، حين طالبوا محمد بدليل ، فأنت تتهرب كما تهرب هو أيضاً
" ما أنا إلا بشر مثلكم " !!! ، انا لست محتاج إلي اله أو شيئ ما ، أنا اعرف نفسي جيّداً ، ولا يمكن لي أن افرض وجود شيئ ليس له معني او حاجة ناهيك عن دليل

الرد:
ليس بعد هذا الادعاء شيء : (أنا أعرف نفسي جيدا) .. اذن انت تعرف مستقبلك ولست محتاجا لاله في هذا الخصوص ، وتعرف جميع احاسيسك و تعرف ماديتها ، و تصنفها في علب المختبر ، و تعرف كيف تعالج امراضك ، بل تمنعها من الحدوث ، وتمنع المصائب والهموم ان تزورك ، وتعرف مصيرك وتعرف من اين جئت ، قد تكون خلقت نفسك ايضا ! اذن انت قادر على ان تغير نفسك وتكون شيئا اخر متى ما رغبت ، و تعود الى طبيعتك الاولى اذا رغبت ايها السوبرمان النتشوي ، و تعرف غاية وجودك ، و تعرف كيف تسعد نفسك و تزيل الكآبة والعصبية التي تلاحقك !!

باختصار انت تعرف نفسك جيدا وما يتعلق بنفسك الى اخر الكون ، ولا تحتاج الى اله ، وتعرف كيف تجلب الخير لنفسك و كيف تجنبها الشر ، وتعرف كيف تزيل النسيان واشباح الكآبة و المخاوف ، والشيخوخة والخرف ، وتعرف اين ومتى ستموت ، وتستطيع الا تموت ، و تعرف وعيك وتعرف اسرار الحياة وتعرف اخر الكون و اوله ، بل و تعرف قلوب الاخرين و نواياهم نحوك وتستثمرهم لمصالحك كما تشاء !!

الا تلاحظ انها صفات الوهية نسبتها الى نفسك بكل سهولة ؟ ليس أعرض من هذا الادعاء شيء ! مع انك لا تعرف هل تموت بعد لحظة ، و هل انت حشرة في وجه احدهم ام لا ! فيا للمعرفة الطاغية الغير مستندة على رصيد حقيقي ! انه التكبر ليس الا .. و التكبر يـُخرج عن المنطق و الواقع .

هذا كلام للرغبة و ليس للاقناع العقلي . انت بشر مثلنا وضعيف مثلنا ، و ليس فقط محمد .. انت تتحدث عن اله يعلم السر و اخفى ، و ليس عن شخص مثلنا .

هذا الكلام يصلح ان تقوله لمن يضغط و يفرض عليك ان تؤمن ، كوالد او والدة ، لكنه لا يصلح ان يقدم لمن يحاورك بالعقل و الواقع ، لاننا سنقول لك : اثبت لنا معرفتك بنفسك ، و اخبرنا ماذا سيحصل لك غدا .. و متى ستموت ، او انك لن تموت ابدا ، وهل تضمن عدم الضرر لنفسك و انت تبحث عن شيء ترغب به ، و هل انت متأكد من النتائج ، فأنت تعرف نفسك جيدا ..

ادعاءات لا تصمد ولا للحظة تأمل ..      

شاكي:
، فأنا لم اقل ان نتوقف علي البحث ، ومع ذلك فالعلم يتطور كما تعلم ويجيب علي الاسئلة ، فالروح شيئ وهمي ، والذي يتحكم ويلعب بجنس الجنين شيئ وهمي ، فها نحن نقوم بالمهام الالهيّة الوهمية ،

الرد:
انتم تقومون بالمهام ؟ شيء عظيم !! اذن اخلقوا ذبابة !! أو اقول لك : احيوها بعد قتلها ، لانكم تقومون بدور الاله كما تدعي ! لاحظ ان ادعاءاتك تأخذ بالاتساع شيئا فشيئا ، تبعا لنظرية التوسع الكوني ربما !

شاكي:
فأنت تفرض وجود كائن ، وتفرض اننا بحاجةإليه ؟ هل لديك شيئ آخر سوي الفرضيات هنا ؟

الرد:
وأنت ! هل لديك شيء آخر سوى الفرضيات ؟ الم تفرض اننا حشرات على وجه كائن  ؟ الم تقل انك لست مطالبا بإثبات ؟ الم تقل ان الشيء يخرج من اللاشيء وان الحياة خرجت من الجماد ؟ وان النظام جاء من الفوضى ؟ والنظام في داخله فوضى ؟ وان الانسان مجبر وليس له اي حرية اختيار ولا ان يرفع يده الى فمه ؟ وانه لا يوجد شيء اسمه اخلاق ، فقط مصالح مادية تؤكل او تشرب ؟

وان للافكار والمشاعر وجود مادي ؟ وان الانسانية ضد العلم وانه لا توجد روح ، والانسان مجرد الة ؟ الخ ذلك من غير المعقولات والتجديفات ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق